الصياد والجوهرة
مجموعة أملي الجنة الإسلامية
كان صياد يصيد في اليوم السمكة
فتبقى في بيته ... ما شاء الله أن تبقى
حتى إذا انتهت ... ذهب إلى الشاطئ ... ليصطاد سمكة أخرى .
في ذات يوم ... وبينما زوجة ذلك الصياد . تقطع ما اصطاده زوجها هذا اليوم إذ بها ترى أمرا عجبا رأت .. في داخل بطن تلك السمكة لؤلؤة تعجبت !
لؤلؤة ... في بطن سمكة ... ؟
سبحان الله : الزوجة: زوجي ... زوجي ... انظر ماذا وجدت ...؟
الصياد : ماذا ؟
الزوجة: إنها لؤلؤة
الصياد: ما هي ؟
الزوجة : لؤلؤة...في بطن السمكة
الصياد: يا لك من زوجة رائعة ... أحضريها ... علنا أن نقتات بها يومنا هذا ... ونأكل شيئا غير السمك

أخذ الصياد اللؤلؤة ... وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور
الجار : أعطني أنظر إليها ... ياه ... إنها لا تقدر بثمن ... ولو بعت دكاني ... وبيت ... وبيت جاري وجار جاري ... ما أحضرت لك ثمنها ... لكن ... اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة ... عله يستطيع أن يشتريها منك ...!

أخذ الصياد لؤلؤته ... وذهب بها إلى البائع الكبير ... في المدينة المجاورة
الصياد : وهذه هي القصة يا أخي
البائع الكبير: دعني أنظر إليها ... الله ... إن ما تملكه لا يقدر بثمن ... لكني وجدت لك حلا ... اذهب إلى سلطان هذه القرية ... فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة
الصياد : أشكرك على مساعدتك

وعند باب قصرالسلطان ... وقف صاحبنا ... ومعه كنزه الثمين ... ينتظر الإذن له بالدخول
وعند باب قصر الوالي
وقف صاحبنا ومعه كنزه الثمين ... ينتظر الإذن له بالدخول
الله .. إن مثل هذه اللآليء هو ما أبحث عنه ... لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها
لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة
ستبقى فيها ست ساعات ... خذ منها ما تشاء ... وهذا هو ثمن اللؤلؤة
سيدي .. لعلك تجعلها ساعتان ... فست ساعات كثيرة على صياد مثلي
لا ... بل ست ساعات كاملة لتأخذ من الخزنة ما تشاء
دخل صاحبنا خزنة الوالي ... وإذا به يرى منظراً مهولاً

غرفة كبيرة جداً ... مقسمة إلى ثلاثة أقسام
قسم مليء بالجواهر والذهب واللآليء
وقسم به فراش وثير ... لو نظر إليه نظرة نام من الراحة وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب الصياد محدثاً نفسه ست ساعات ؟
إنها كثيرة جداً على صياد بسيط الحال مثلي ?
ماذا سأفعل في ست ساعات ?

حسناً ... سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث سآكل حتى املأ بطني حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث
وقضى ساعتين من الوقت ... يأكل ويأكل ... حتى إذا انتهى ... ذهب إلى القسم الأول
وفي طريقه رأى ذلك الفراش الوثير ... فحدث نفسه الآن أكلت حتى شبعت
فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن
هي فرصة لن تتكرر ... فأي غباء يجعلني أضيعها ذهب الصياد إلى الفراش ... استلقى ... وغط في نوم عميق وبعد برهة من الزمن
قم ... قم أيها الصياد الأحمق ...
لقد انتهت المهلة هاه ... ماذا ؟

نعم .. هيا إلى الخارج
أرجوكم ... ما أخذت الفرصة الكافية
هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة ... والآن أفقت من غفلتك
تريد الإستزادة من الجواهر ... ؟
أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر
حتى تخرج إلى الخارج ... فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها
لكنك أحمق غافل
لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه ... خذوه إلى الخارج
لا ... لا ... أرجوكم ... أرجوكم ...لا

رأيتم تلك الجوهرة : هي روحك
إنها كنز لا يقدر بثمن ... لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز
أرأيت تلك الخزنة : إنها الدنيا
أنظر إلى عظمتها وانظر إلى استغلالنا لها
أما عن الجواهر : فهي الأعمال الصالحة
وأما عن الفراش الوثير : فهو الغفلة
وأما عن الطعام والشراب : فهي الشهوات

والآن .. أخي صياد السمك
أما آن لك أن تستيقظ من نومك ... وتترك الفراش الوثير وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك قبل أن تنتهي تلك المدة الممنوحة لك ... وهي عمرك
فتتحسر وأنت تخرج من الدنيا